منتديات صدى العوالق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(القبائل اليمنـــــيه) من كتاب صفة حزيرة العرب للهمداني

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

(القبائل اليمنـــــيه) من كتاب صفة حزيرة العرب للهمداني Empty (القبائل اليمنـــــيه) من كتاب صفة حزيرة العرب للهمداني

مُساهمة من طرف بنت العولقي الجمعة فبراير 22, 2008 2:42 pm

باب ما جاء عن ابن عباس


رحمه الله تعالى في ذكر جزيرة العرب أما حديث عبد الله بن عباس في جزيرة

العرب فإنه ما نقل لنا عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس

من وجه وعن معاوية بن عميرة بن مخوس الكندي أنه سمع عبد الله بن عباس بن

عبد المطلب وسأله رجل عن ولد نزار ابن معد قال‏:‏ هم أربعة مضر وربيعة

وإياد وانمار فكثر أولاد معد بن عدنان ابن أدد ونموا وتلاحقوا ومنازلهم

مكة وما والاها من تهامة وانتشروا فيما يليهم من البلاد وتنافسوا في

المنازل والمحال وأرض العرب يومئذ خاوية وليس فيها بتهامتها ونجدها

وحجازها وعروضها كثير أحد لإخراب بخت نصرّ آيها وإجلاء أهلها إلا من كان

اعتصم منهم برؤوس الجبال وشعابها ولحق بالمواضع التي لا يقدر عليه فيها

أحد منتكبا لمسالك جنوده ومستنّ خيوله فارّا إليها منهم فاقتسموا الغور

غور تهامة بينهم على سبعة أقسام لكل قسم ما يليه من ظواهر الحجاز ونجد

وتهائم اليمن لمنازلهم ومجالهم ومسارح إنعامهم ومواشيهم وبلاد العرب كلها

يومئذ على خمسة أقسام في جزيرة مطيفة - أي مديرة وطوف الجبل دوره ومنه

الطواف حول الكعبة وطوائف من الناس فرق من أطراف الناس ويروي مطيقة من

الطوق وهو ما دار بالعنق من هجار فضة وغيره - وهي جزيرة العرب التي صارت

في قسم من انطق الله تبارك وتعالى باللسان العربي حين تبلبلت الألسن ببابل

في زمان نمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح يوم قسم فالح بن عابر بن

شالخ بن إرفخشد بن سام بن نوح الأرض بين أولاد نوح عليه السلام سام وحام

ويافث‏.‏


وإنما سميت بلاد العرب الجزيرة لإحاطة البحار والأنهار بها من أقطارها

وأطرارها وصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر وذلك أن الفرات

القافل الراجع من بلاد الروم يظهر بناحية قنَّسرين ثم انحطَّ على الجزيرة

وسواد العراق حتى دفع في البحر من ناحية البصرة والأبلة وامتد إلى

عبَّادان وأخذ البحر من ذلك الموضع مغرِّبا ببلاد العرب منعطفاً عليها

فأتى منها على سفوان وكاظمة ونفذ إلى القطيف وهجر وأسياف البحرين وقطر

وعُمان والشِّحر ومال منه عنق إلى حضرموت وناحية أبين وعدن ودهلك واستطال

ذلك العنق فطعن في تهائم اليمن بلاد فرسان وحكم والأشعريين وعكٍّ ومضى إلى

جدة ساحل مكة والجار ساحل المدينة وساحل الطور وخليج أيلة وساحل راية -

كورة من كور مصر البحرية - حتى بلغ قلزم مصر وخالط بلادها وأقبل النيل من

غربي هذا العنق من أعلى بلاد السودان مستطيلاً معارضاً للبحر معه حتى دفع

في بحر مصر والشام - ثم اقبل ذلك البحر من مصر حتى بلغ بلاد فلسطين فمر

بعسقلان وسواحلها وأتى على صور ساحل الأردنّ وعلى بيروت وذواتها من سواحل

دمشق ثم نفذ إلى سواحل حمص وسواحل قنَّسرين حتى خالط الناحية التي أقبل

منها الفرات منحطاً على أطراف قنَّسرين والجزيرة إلى سواد العراق‏.‏


فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة التي نزلوا بها وتدالدوا فيها على خمسة

أقسام عند العرب وفي أشعارها‏:‏ تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن وذلك

أن جبل السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها أقبل من قعرة اليمن حتى بلغ

أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازاً لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين

نجد وهو ظاهر فصار ما خلف ذلك الجبل في غربيه إلى أسياف البحر من بلاد

الأشعريين وعكٍّ وحكم وكنانة وغيرها ودونها إلى ذات عرق والجحفة وما

صاقبها وغار من أرضها - الغور غور تهامة وتهامة تجمع ذلك كله‏.‏


وصار ما دون ذلك الجبل من شرقيه من صحاري نجد إلى أطراف العراق والسماوة وما يليها نجداً ونجد تجمع ذلك كله‏.‏


وصار الجبل نفسه سراته وهو الحجاز وفي رواية الجر والجرّ سفح الجبل‏.‏


قال قيس بن الخطيم‏:‏ سل المرء عبد الله بالجرِّ هل رأى كتائبنا في الحرب

كيف مصاعها وصار ما احتجز به في شرقيه من الجبال وانحدر إلى ناحية فيد

وجبلي طيّءٍ إلى المدينة وراجعاً إلى أرض مذحج من تثليث وما دونها إلى

ناحية فيد حجاز فالعرب تسميه نجداً وجلساً وحجازاً والحجاز يجمع ذلك

كله‏.‏


وصارت بلاد اليمامة والبحرين وما والاها العروض وفيها نجد وغور لقربها من

البحار وانخفاض مواضع منها ومسايل أودية فيها والعروض يجمع ذلك كله‏.‏


وصار ما خلف تثليث وما قاربها إلى صنعاء وما والاها إلى حضرموت والشِّحر

وعُمان وما يليها اليمن وفيها التهائم والنجد واليمن تجمع ذلك كله‏.‏


قال أبو محمد‏:‏ وتأييد ذلك في جميع اليمن لهذه المواضع كتب العهود من

الخلائف لولاة صنعاء اليمن ومخاليفها وعكّ وعُمان وحضرموت يريد بعك أرض

تهامة وكان سعيد بن المسّيب يقول‏:‏ إن الله تبارك وتعالى لما خلق الأرض

مادت بأهلها فضربها بهذا الجبل يعني السراة ومبدؤه من اليمن حتى بلغ الشام

فقطعته الأودية حتى انتهى إلى نخلة فكان منها حيص ويسوم ويسميان يسومين

كما يقال القمران في الشمس والقمر والعمران في أبي بكر وعمر قال الراجز‏:‏

يا ناق سيري قد بدا يسومان فاطويهما تبد قنان غزوان غزوان جبل عرفة العالي

ثم طلعت الجبال بعد منه وكان منها الأبيض جبل العرج وقدس وآرة والأشعر

والأجرد وهذه جبال ما بين مكة والمدينة عن يمين الخارج من مكة إلى المدينة

ويسار الصادر إلى مكة وقد ذكرت العرب الحجاز والجلس وتهامة ونجد في أشعار

كثيرة وكل ذلك يصدق ما وصفنا‏.‏


قال عمرو براق الثُّمالي من الأزد‏:‏ أروى تهامة ثم أصبح جالساً بشعوف بين

الشَّت والطُّباق وقد يقال فيه ابن برّاقة وإنما عمرو بن براقة من همدان

ثم من نهم وكان شاعراً شجاعاً وهو القائل في كلمته الميمية‏:‏ وكنت إذا

قومٌ غزوتي غزوتهم فهل أنا في ذا يال همدان ظالم متى تجمع القلب الذكي

وصارما وأنفا حميّاً تجتنبك المظالم وقالت ليلى بنت الحارث الكنانية‏:‏

ألا منعت ثمالة ما يليها فغوراً بعد أو جلساً ثمالا وقال أميَّة بن أبي

عائذ الهذلي‏:‏ هذيل حموا قلب الحجاز وإنما حجاز هذيل يفرع الناس من عل

وقال لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلابٍ‏:‏ مرِّية حلَّت بفيد وجاورت

أهل الحجاز فأين منك مرامها وقال هبيرة بن عمرو بن جرثومة النهدي‏:‏ شهران

في سراة بيشة وترج وتبالة فيما بين جرش وأول سراه الأزد وقال بعض بني مرة

بن عوف في أيام عبد الملك بن مروان‏:‏ أقمنا على عز الحجاز وأنتم بمنبطح

البطحاء بين الأخاشب وعلى شريح بن الأحوص‏:‏ أعزُّك بالحجاز وإن تقصَّ

تجدني من أعزّة أهل نجد وقال طرفة بن العبد وذكر مقتل عمرو بن مامة يوم

قضيب‏:‏ ولكن دعا من قيس عيلان عصبةً يسوقون في أرض الحجاز البرابرا

البرابر ههنا الغنم ويروى‏:‏ يسوقون في أعلى الحجاز البرائر والبرائر ههنا

جمع برير وهو ثمر الأرك وساف اشتم برائر بأعلى‏.‏


‏.‏


‏.‏


رنيِّة وتربة بين ديار بني بني هلال‏.‏


وقال المخبل السعدي‏:‏ فإن تمنع سهول الأرض مني فإني سالك سبل العروض وقال

جرير بن عطية بن الخطفى‏:‏ هوى بتهامة وهوى بنجد فيلتئم التهائم والنّجود

وذات عرقٍ فصل ما بين تهامة ونجد والحجاز وفيها يقول الشاعر‏:‏ كأن

المطايا لم تنخ بتهامةٍ إذا صعدت من ذات عرق صدورها ونحن بسهبٍ مشرفٍ غير

منجد ولامتهمٍ فالعين بالدمع تشرق



معرفة تفصيل هذه الجزيرة


عند أهل اليمن هي عند أهل اليمن يمن وشام فجنوبها اليمن وشمالها الشام

ونجد وتهامة فالنجد ما أنجد منها عن السَّراة وظهر من رؤوسها ذاهباً إلى

المشرق في استواء دون ما ينحدر إلى العروض وحجاز وهو ما حجز بين اليمن

والشام وسراة هو ما استوسق واستطال في الأرض من جبال هذه الجزيرة مشبَّهاً

بسراة الأديم وعروض وهو ما أعرض عن هذه المواضع شرقاً إلى حيز شمال المشرق

وعراق وشحر فالعراق ما حاذى المياه العذبة والبحر من الأرض مأخوذ من عراقي

الدلو والشَّحر مأخوذ من شحر الأرض وهو سبخ الأرض ومنابت الحموض وسنفصل

صفة كل شق من هذه البلدان المنفردة بأسمائها فما كل منها من بلد ضيق

استوعبنا ما فيه مثل العروض ونجران وما كان من بلد واسع تزيد أقل أجزائه

على أكثر العروض فإنا نصفه صفة عامة متجاوزة ولا نسع غير ذلك لسعة البلاد

وكثرة المساكن‏.‏



صفة اليمن الخضراء


سميت اليمن الخضراء لكثرة أشجارها وثمارها وزروعها والبحر مطيف بها من

المشرق إلى الجنوب فراجعاً إلى المغرب ويفصل بينها وبين باقي جزيرة العرب

خط يأخذ من حدود عُمان ويبرين إلى حد ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود

الهجيرة وتثليت وأنهار جرش وكتنة منحدراً في السراة على شعف عنز إلى تهامة

على أم جحدم إلى البحر حذاء جبل يقال له كدمُّل بالقرب من حمضة وذلك حد ما

بين بلد كنانة واليمن من بطن تهامة وأول إحاطة البحر باليمن من ناحية دما

فطنوى فالجمجة فرأس الفرتك فأطراف جبال اليحمد وما سقط وانقاد منها إلى

ناحية الشِّحر فالشِّحر فغبّ الخيس فغب الغيث بطن من مهرة فغب القمر زنة

قمر السماء فغب العقار بطن من مهرة فالخيرج فالأسعاء وفي المنتصف من هذا

الساحل شرقاً بين عُمان وعدن ريسوت وهو موئل كالقلعة بل قلعة مبنية

بنياناً على جبل والبحر محيط بها إلا من جانب واحد فالبر فمن أراد عدن

فطريقه عليها فإن أراد أن يدخل دخل وإن أراد جاز الطريق ولم يلو عليها‏.‏


وبين الطريق الذي يفرق إليها والطريق المسلوك إلى عُمان مقدار ميل وبها

سكن من الأزد من بني جديد وقد كان قوم من القمر في أول عصرنا بيَّتوا من

بها ليلاً فقتلوا فممن قتل بها رجل يقال له‏:‏ عمرو بن يوسف الجديدي من

رؤوس أهلها أزدي والذين أبلوا ذاك من القمر بنو خنزريت وأخرجوا من بقي من

أهلها منها فتفرقوا إلى بلاد الغيث من مهرة فسكنوا موضعاً يقال له حاسك

ومرباط مدة ثم أعانتهم الثّغرا من مهرة حتى رجعوا إلى قلعتهم فلما دخلوا

القلعة بعون الثّغرا خافت بنو خنزريت فخرجوا إلى البلدان وخرج رئيسهم محمد

بن خالد بجماعة من بني خنزريت حتى دخلوا موضعاً يقال له رضاع برفع الراء

وساكنه بنو ريام بطن من القمر فجاوروهم ولبني ريام حصن بعُمان عظيم لا

يرام ويقال إن ساكن ريسوت القدماء البياسرة ونزلت عليهم جديد من الأزد

فترأست فيهم ثم نهكتها مع جديد ناس من أحياء العرب غير مهرة وقد يتزوجون

إلى مهرة ورأس من بها بعد ذلك موسى بن ربيع من العدس ثم ينعطف البحر على

اليمن مغرباً وشمالاً من عدن فيمر بساحل لحجٍ وأبين وكثيب يرامس وهو رباط

وسواحل بني مجيد من المندب فساحل العميرة فالعارة فإلى غلافقة ساحل زبيد

فكمران فعطينة فالحردة إلى منفهق جابر وهو رأس غزير كثير الرياح حديدها

إلى الشَّرجة ساحل بلد حكم فباحة جازان إلى عثَّر فرأس عثَّر وهو كثير

الموج إلى ساحل حمضة فهذا ما يحيط باليمن من البحر‏.‏





ذكر جزائر البحر


وأما ما يجاور سواحل اليمن من الجزائر التي في البحر المحيط بها فدهلك‏.‏


وكمران وهي حصن لمن ملك يماني تهامة‏.‏


فجزائر فرسان فجزيرة زيلع وفيها سوق يجلب إليه المعزى من بلاد الحبش فتشترى أهبها ويرمى بأكثر مسالخيها في البحر‏.‏


وجزيرة بربرا وهي قاطعة من حد سواحل اليمن ملتحقة في البحر بعدن من نحو

مطالع سهيل إلى ما شرق عنها وفيما صالى منها عدن وقابله جبل الدخان‏.‏


وجزيرة سقطرى وإليها ينسب الصبر السقطري وهي جزيرة بربرا مما يقطع بين عدن

وبلد الزنج ثابتاً على السمت فإذا خرج الخارج من عدن إلى بلد الزنج أخذ

كأنه يريد عمان وجزيرة سقطرى تماشيه عن يمينه حتى تنقطع ثم التوى بها من

ناحية بحر الزنج وطول هذه الجزيرة ثمانون فرسخاً وفيها من جميع قبائل مهرة

وبها نحو عشرة آلاف مقاتل وهم نصارى ويذكرون أن قوماً من بلد الروم طرحهم

بها كسرى ثم نزلت بهم قبائل من مهرة فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم وبها نخل

كثير ويسقط إليها العنبر وبها دم الأخوين وهو الأيدع والصَّبر الكثير وأما

أهل عدن فيقولون إنه لم يدخلها من الروم أحد ولكن أهلها الرهابنة ثم فنوا

وسكنها مهرة وقوم من الشرُّاة وظهرت فيها دعوة الإسلام ثم كثر بها الشراة

فعدوا على من بها من المسلمين فقتلوهم غير عشرة أناسية وبها مسجد بموضع

يقال له السوق‏.‏
بنت العولقي
بنت العولقي
المديرة العامة
المديرة العامة

عدد الرسائل : 232
العمر : 41
الموقع : في بيتنا
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

https://3wl8.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(القبائل اليمنـــــيه) من كتاب صفة حزيرة العرب للهمداني Empty رد: (القبائل اليمنـــــيه) من كتاب صفة حزيرة العرب للهمداني

مُساهمة من طرف بنت العولقي الجمعة فبراير 22, 2008 2:48 pm


مدن اليمن التهامية

عدن جنوبية تهامية وهي أقدم أسواق العرب وهي ساحل يحيط به جبل لم يكن فيه
طريق فقطع في الجبل باب بزبر الحديد وصار لها طريقاً إلى البر ودربا
وموردها ماء يقال له الحيق أحساء في رمل في جانب فلاة إرم وبها في ذاتها
بؤور ملح وشروب وسكنها المربون والحماحميون والملاحيون والمربون يقولون
إنهم من ولد هارون ومن أهل عدن ابن مناذر الشاعر وابن أبي عمر المحدث‏.‏

ولحج بها الأصابح وهم ولد أصبح بن عمرو بن حارث ذي اصبح بن مالك بن زيد بن
الغوث ابن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير
الأصغر‏.‏

وأبين وبها مدينة خنفر والرواغ وبها بنو عامر من كندة قبيلة عزيزة‏.‏

وموزع والشِّقاق والمندب وهما لبني مجيد بن حيدان بن عمرو بن الحاف وفرسان
قبيلة من تغلب وكانوا قديماً نصارى ولهم كنائس في جزائر الفرسان قد خربت
وفيهم بأس قد يحاربهم بنو مجيد ويعملون التجارة إلى بلاد الحبش ولهم في
السَّنة سفرة فينضم إليهم كثير من الناس ونسَّاب حمير يقولون إنهم من
حمير‏.‏

والحصيب وهي قرية زبيد وهي للأشعريين وقد خالطهم بآخرة بنو واقد من ثقيف
وقرى بواديها حيس وهي للرّكب من الأشعر والقحمة للأشاعرة وفيها من خولان
وهمدان وذوال المعقر‏.‏

والكدراء مدينة يسكنها خليط من عك والأشعر وباديتها جميعاً من عك إلا
النبذ من خولان قال عمرو بن زيد أخو بني حي بن عوف من خولان‏:‏ ثم المهجم
وهي مدينة سردد وأكثر بواديها وأهل البأس منهم خولان من أعلاها وأسفلها
وشماليها لعكّ‏.‏

ومورٌ وبه مدينة تسمى بلحة لعكّ ومور أحد مشارب اليمن الكبار‏.‏

ثم الساعد من أرض حكم بن سعد قرية لحكم‏.‏

والسقيفتان قرية لحكم على وادي خلب ويكون بها وبالسَّاعد أشراف حكم بنو عبد الجد‏.‏

ثم الهجر قرية ضمد وجازان وفي بلد حكم قرى كثيرة يقال لها المخارف وصبيا‏.‏

ثم بيش وبه موالي قريش وساحله عثر وهو سوق عظيم شأنها وقد تثقله العرب
فيقولون عثَّر وإلى حازة عثَّر تنسب الأسود التي يقال لها أسود عثر وأسود
عتود‏.‏

وهي قرية من بواديها وقد ذكرها ابن مقبل فقال‏:‏ جلوسها بها الشم العجاف
كأنهم أسود بترج أو أسود بعتودا وأم جحدم قرية بين كنانة والأزد وهي حد
اليمن‏.‏




مدن اليمن النجدية

وما شابه النجدية أول مدن اليمن التي على سمت نجدها الجند من رض السكاسك
ومسجده يعد من المساجد الشريفة كان اختطَّه معاذ بن جبل ولا يزال به
مجاورة وإليه زوَّار وجميع ما ذكرناه من قرى تهامة اليمانية فإنها تنسب في
دواوين الخلفاء إلى عمل الجند‏.‏

وجبأ مدينة المعافر وهي لآل وجيشان مدينة يسكنها خليط من حمير من رعينيّ
ورداعيِّ وصراريّ وغير ذلك وبالقرب منها قرى لها بوادٍ تنسب إليها مثل حجر
وبدر والصهيب ويسكنها قوم من سبأ يقال لهم سبأ الصُّهيب وأما بدر فسكنها
البحريون من الصَّدف ومنهم من سكن بلحج مع الأصابح كان منهم اوس بن عمرو
قاتل الجوع وفيه يقول الشاعر وهو ابن البيلماني‏:‏ ألا إن اوساً قاتل
الجوع قد مضى وورَّث عزّاً لا تنال أطاوله ثم منكت مدينة السُّخطييِّن وهم
بقية بيت المملكة من آل الصَّوَّار ولهم كرم وشرف متعال وهم قليل‏.‏

ثم ذمار وساكنها من حمير وفيها نفر من الأبناء والذِّماري المحدَّث منها
ولم يزل بها وبالجند وجيشان علماء وفقهاء مثل أبي قرَّة صاحب المسند وعبد
الرحمان بن عبد الله قاريء المساند‏.‏

ثم رداع وهي مدينة يسكنها خلط من حمير من الأسوديِّين ومن خولان وللجارب
وعنس ويكتنفها في باديتها الربيعيون والزياديون وبلحارث وبنو حبيش من زبيد
ومن أهلها أحمد بن عيسى الخولاني صاحب ارجوزة الحج وقد أثبتناها في آخر
الكتاب وابن أبي منى الشاعر فارسي من الأبناء ورداع بين نجد حمير الذي
عليه مصانع رعين وبين نجد مذحج الذي عليه ردمان وقرن وفي جنوبيها مدينة
حصي وبترى والخنق من أرض السَّرو‏.‏

وهي أم اليمن وقطبها لأنها في الوسط منها ما بينها وبين عدن كما بينها
وبين حد اليمن من أرض نجد والحجاز وكان اسمها في الجاهلية أزال ويسميها
أهل الشام القصبة وتقول العرب‏:‏ لابد من صنعا ولو طال السفر وينسب إلى
صنعاء صنعاني مثل بهراء بهراني لأنهم رأوا النون أخف من الواو وخولان لا
تنسب إليها إلا على بنية الأصل صنعاوي وكلهم يقولون في ساكن الكدراء
كدراوي ولا يقولون كدراني وصنعاء أقدم مدن الأرض لأن سام بن نوح الذي
أسَّها‏.‏

وقد جمعت أخبارها في القديم في كتاب الإكليل وأضربنا عن ذكر قديمها في هذا
الموضع صفحا ولم يزل بها عالم وفقيه وحكيم وزاهد ومن يحب الله عز وجل
المحبة المفرطة ويخشاه الخشية اليقظى على نحو ما ذكره بطليموس في طبائع
أهل هذا الصُّقع وهم مع ذلك أهل تمييز لعارض الأمور وخدمة السلطان بأهبة
وتملك وتنعم في المنازل ولهم صنائع في الأطعمة التي لا يلحق بها أطعمة بلد
ولهم خط المصاحف الصنعاني المكسر والتحسين الذي لا يلحق بهم ولهم حقائق
الشكل ذكرهم بذلك الخليل ولهم الشروط دون غيرهم ولا يكون لفقيه من أهل
الأمصار شرط إلا ولهم أبلغ منه وأعذب لفظاً وأوقع معنى وأقرب اختصاراً‏.‏

ومنهم الخطباء كمطرِّف بن مازن وإبراهيم بن محمد بن يعفر بضم الياء وكسر الفاء‏.‏

وفيها العلماء كوهب بن منبه وأخويه هماَّم ومعقل وعبد الرّزَّاق وعبد
الرحمن بن داود وابن الشرود وهشام بن يوسف ومطرِّف بن مازن المخترع لمفارع
الغيول‏.‏

ومن أصحاب النجوم‏:‏ دردان وابو عصمة وأبو جندة وابن عاصم وابن المنيذر وابن عبد الله وغيرهم‏.‏

ومن الشعراء مثل علقمة ذي جدن ووضَّاح اليمن ووفد بشعره على الوليد واغتيل
بسبب أم البنين بنت بشر بن مروان وبكر بن مرداس وكان ظريفاً آدم حسن
الهيئة والنظارة وكانت له ثياب بعدد أيام مخرجه من منزله في السنة وكان من
تمام مروءته ألاَّ يخرج من منزله حتى يعقد شسعي نعله فلم يره أحد منقطع
الشسع في طريق وكان شعره سائراً فخبرني ابن مرزا الأبناوي عن بعض من حدثه
من أهل صنعاء عن أبيه قال‏:‏ وافيت الحج فرأيت في الطواف فتى ظريفاً خفيف
الروح يعصب به جماعة حتى قضى طوافه وصلاته فقلت‏:‏ من هذا فقيل أبو نواس
الحسن بن هاني فسلمت عليه وفاوضته وأخبرته بنفاق أشعاره وأخباره بصنعاء
وسألته شيئاً منه فقال‏:‏ تطلبني مثل هذا وعندكم بكر بن مرداس قال‏:‏ قلت
وإنه عندك بهذه المنزلة فقال‏:‏ اما هو القائل‏:‏ يا إخوتي إن الطبيب الذي
ترجون أن يبرئني مسقمي وما ألى نصحاً ولكنه عن علم ما بي من سقام عمي
فسائلوه عن عقاقيره وسائلوه ما الذي احتمي فإنما الطب لمن داؤه من مرَّة
أو بلغم أو دم إلا بشم الحبِّ أو ضمه ومجِّ ريق من فم في فم فيا شفاء
النفس من دائها داوي سقامي وارحمي ترحمي فلو بعينك إذا جننَّى ليل وأغفت
أعين النوَّم طوفى على بابكم باكياً لحرِّ شجو في الحشا مضرم لخلت أني
طائف محرمٌ في ساحة البيت إلى زمزم واستيقنت نفسك أن الهوى أشد ما يعلق
بالمسلم فأعتقي عبدك مما به وأكرمي وجهك أن تظلمي وقال بكر أيضاً على لسان
أعرابيين وفدا على يزيد بن الوليد والي اليمن وذكر اللحية‏:‏ فقدنا لحانا
ما أقل غناءها واضيع فيها الدهن يا ابن مطيع دهنّا ونفَّشناهما لأميرنا
كخافيتي نسر هوى لوقوع فما ساقتا خيراً سوى الطول منهما وأنهما غمّ لكل
ضجيع فيا ليتنا كنا سناطين منهما نؤمل كالأعراب كل ربيع فنسلب مالا لا
نروِّع بعده مخافة عري أو مخفة جوع مدحه ومدح البرامكة وقاموا به على حد
الفارسية واقتطعوا له من المهدي أموالاً بصنعاء وعقاراً وقد أثبتنا مرثيته
ي أخيه وهي من أحسن شعر في كتاب الإكليل‏.‏

ومن شعراء صنعاء مرطل وكان هجاء للأشراف داخلاً في أعراضهم وفعل مثل ذلك
بيعفر بن عبد الرحمن فجهز من نادمه فلما شرب ذات يوم مع أولئك الندامة
وسكر حُمل فراشه على بعض ما ماسكه على لدابة وسروا به فوافوا به شبام إلى
يعفر فانتبه وهو بين يديه فقال كيف أصبحت يا مرطل قال‏:‏ في طختي يا سيدي
يعني الوعاء الذي حمل من فراشه فضحك منه ومن عليه وسرحه فقطع لسانه بذلك
الجميل عن أذاء الناس فلم يكن بالمرتفع‏.‏

ومن شعراء صنعاء بل من باديتها عبد الخالق بن أبي الطلح الشهابي وكان
مطبوعا مفوّها مفلقاً وقد أثبتنا قصائد من شعره في الكتاب الأول من
الإكليل مع أخبار بني شهاب‏.‏

ومن شعراء صنعاء نفسها إبراهيم ابن الجدوية وقد ذكرنا شيئاً من شعره في
كتاب الإكليل وكان مطبوعاً في الشعر وكان في الرجز أبرع وكان ربما يشابه
في بعض مذهبه الكميت في مثل كلمته في العلوي الناصر‏:‏ ناصر الدين لم تزل
منصورا شكر الله سعيك المشكورا وله في أبي الحسين الرسي مرثية وهي‏:‏ وهت
عضد الإسلام واندقَّ كاهله وغالت بينه في الأنام غوائله وكان يستغرق أكثر
شعره هجاء السوقة والسقاط ومن احسن شعره كلمته في أسعد بن أبي يعفر
وأولها‏:‏ يا طائرين أخال البين فارتفعا أن النوى قد قضت أوطارها فقعا ولم
يزل فيها من كتبة الديوان بلغاء غير مولدي الكلام ولا مستخفي المعاني
ومعبدي الاستعارات مثل بني أبي رجا وغيرهم‏.‏

وكان بشر ابن أبي كبار البلوي من أبلغ الناس وكانت بلاغته تتهادى في
البلاد وكان له فيها مأخذ لم يسبقه إليه أحد ولم يلحقه فيه وتعجب بلاغته
ونفاستها وأنه فيها أوحد وأنه لا يشابه بلاغته البلغاء وإنه منفرد بحسن
اختلاس القرآن اثبتنا منها عشر رسائل ليستدل بها على ما وراءها واقل الأثر
دليل على قدر المؤثر‏.‏

كتب بشر إلى إبراهيم بن عبد الله الحجبيّ وإلى صنعاء لهرون الرشيد - وكان
قدم صنعاء سنة اثنتين وثمانين ومئة فأقام بها سنة وشهراً ثم صرف - في بغي
هشام الأبناوي عليه وكان قد عزم على أن يولي بشراً بعض نواحي اليمن فكسر
غلَّته هشام بن يوسف‏:‏ أما بعد فإن رآى الأمير أمتع الله به أن لا يعلم
هشاماً ما يريد من صلتي فإنه لم يردني وآلي قط بخير ولم يفتح لي باب صلة
فتكون منه خالصة لا يريد بها إلا وجه الله وحده ولا يرجو بها إلا ثوابه
إلا عرض هشامٌ من دونها فثقلها وكرهها وأدار القياس فيها وضرب لها الأمثال
وألقى الحيلة فيها إلى الكاتب والحاجب وقاسمهما بالله إني لكما لمن
الناصحين ومدحني بما لا يسمع به من أخلاقي وانتقصني فيما لا يطمع بغيره
مني ليكون ما أظهر من المدحة مصدِّقاً لما أسر من العيبة ثم زخرف ذلك
بالموعظة وزينه بالنصيحة وقاربه بالمودة وأغراه من ناحية الشَّفقة وشهد
عليه أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة إن غضب الله عليه إن
كان من الكاذبين فإذا الحاجب يزلقني ببصره وإذا الكاتب يسلقني بلسانه وإذا
الخادم يعرض عني بجانبه وإذا الوالي ينظرني نظر المغشي عليه من الموت
فصارت وجوه النفع مردودة وأبواب الطمع مسدودة وأصبح الخير الذي كنت أرجوه
هشيما تذروه الرياح والصلة التي كنت أشرفت ليها صعيداً زلقاً وأصبح ماؤها
غورا فما أستطيع له طلباً فأسأل الذي جعل لكل نبي عدوّاً من المجرمين أن
يكفيني شره ويصرف عني كيده فإنه يراني هو وقبيله من حيث لا أراهم‏.‏

والسلام‏.‏
بنت العولقي
بنت العولقي
المديرة العامة
المديرة العامة

عدد الرسائل : 232
العمر : 41
الموقع : في بيتنا
تاريخ التسجيل : 13/02/2008

https://3wl8.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

(القبائل اليمنـــــيه) من كتاب صفة حزيرة العرب للهمداني Empty رد: (القبائل اليمنـــــيه) من كتاب صفة حزيرة العرب للهمداني

مُساهمة من طرف ابواسامه العولقي الإثنين فبراير 07, 2011 1:08 am

مواضيعكي دائما رائعه وممتازه..

تقديري
ابواسامه العولقي
ابواسامه العولقي
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 14
العمر : 64
تاريخ التسجيل : 07/02/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى